السؤال: نرجو العلم بأنّ الشركة القطرية الإسرائيلية تقوم بفرض فوائد ربوية على فواتير الكهرباء المتوجبة على البلدية وتصل إلى نسبة 12% وهذه الزيادة بسبب عدم تسديد المواطنين لمستحقات الكهرباء المتوجبة عليهم. راجين إفادتنا برأي الشرع بخصوص الأشخاص الذين لا يسددون المستحقات المتوجبة عليهم وخاصة الذين حالتهم المادية ميسورة، ولكم جزيل الشكر.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فإنّ أثمان الكهرباء غير المدفوعة، هي ديون في ذمة المستفيدين من الكهرباء. والمدين العاجز عن السداد لعسر مادي يُمهل إلى أن يتمكن من السداد لقوله تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)"[سورة البقرة:280]. وأما المدين الميسور؛ فيحرم عليه عدم السداد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ»([1]). والظلم محرم في الشريعة. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ»([2]). قَالَ عَلِيٌّ الطَّنَافِسِيُّ: «يَعْنِي عِرْضَهُ شِكَايَتَهُ، وَعُقُوبَتَهُ سِجْنَهُ»([3])، وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «يُحِلُّ عِرْضُهُ يُغَلَّظُ لَهُ، وَعُقُوبَتَهُ يُحْبَسُ لَهُ»([4]). والممتنع عن سداد ديونه من الكهرباء للبلدية، هو متسبب بالربا المفروض عليها. والربا كبيرة من كبائر الذنوب. كما أنّ الديون المستحقة على البلدية، والربا المفروض عليها؛ يؤدي إلى إضعافها مالياً مما ينعكس سلباً على خدماتها للمجتمع المحلي؛ ولهذا فعلى المدينين الميسورين سداد ما عليهم من مستحقات؛ حتى لا يقعوا في الحرام، ولا يتسببوا بالإثم، إضافة إلى إرهاق البلدية مالياً. والله وأعلم.
([1]) صحيح البخاري: كتاب الحوالات. بَابُ الحَوَالَةِ، وَهَلْ يَرْجِعُ فِي الحَوَالَةِ؟ رقم الحديث2166. ج2ص799.